شاب يرويقصته....
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوكم .. شاب في الخامسة والعشرين من العمر ..
مذ كان عمري في الحادية والعشرين .. والفتاة تلو الفتاة تعرض علي للزواج
إما أن يعرضها أب .. أو أخ .. أو قريب
لذا .. فأنا شاب مرغوب به ولله الحمد
لا أقول هذا الكلام استعراضا .. ولكن لكي تقدروا حالتي النفسية أثناء قراءتكم لقصتي
لم أكن أرغب بالزواج من أي فتاة من تلك الفتيات التي عرضت علي .. لم أجد الرغبة فيهن في الحقيقية .. وأحيانا لا أرغب في الزواج من تلك العائلة مثلا
وجدت لي والدتي فتاة تصغرني بأربع سنوات .. ذات خلق ودين وجمال وعائلة طيبة .. خطبتها .. وأعجبوا بي .. وطلبوا مني مهلة للتفكير .. ثم صدمت في النهاية بالرفض لسبب تافه جدا .. كان يتعلق بالمال والدخل الشهري .. مع أن دخلي الشهري ذلك الوقت يتجاوز 7000 ريال ولله الحمد .. ولكن كانت نظرة تلك الفتاة للمال أكثر من 7000 ريال .. فحمدت الله أن لم يتم الزواج منها
ثم عرضت علي فتاة أخرى .. سألت عنها فأثني عليها .. تنازلت عن بعض شروطي الثانوية لأنني أعجبت بالفتاة من جوانب أخرى
تزوجت .. وبدأت الأمور تتكشف أكثر فأكثر
كانت الفتاة ذات دين .. عائلتها رائعة .. أحببتها من كل قلبي .. بذلت لها كل ما يبذله المحب لمحبوبته .. حتى أنني جعلتها تحبني وتعشقني بشدة بسبب معاملتي لها .. وخدمتي لأهلها
لكن .. كانت تصرفاتها مغايرة تماما لما كنت أتوقع
لم تكن تحب الخدمة والقيام بشؤون البيت .. لم تكن تقدم لي ذلك الاحترام الذي يجب أن يجده الزوج من زوجته .. لم تكن قيمتي عندها تعادل نصف قيمة أهلها (بداية من الأب والأم وانتهاءا بأصغر إخوتها) كانت تقدم ما يريده أهلها على ما أريده .. كانت تشعر أنني كلما طلبت منها طلبا أنني أهينها وأعتبرها خادمة عندي .. كانت تريد القيام بأمور لأجلي دون أن أطلب منها ذلك .. تكره طلباتي .. بينما تكثر طلباتها الخاصة بها أو بأهلها كي أنفذها أنا .. دون رفض مني غالبا
قد يظن البعض أنني كنت لا أرد لها طلبا .. بمعنى أخرى (مدلعها) لم أكن كذلك .. كنت أنفذ لها طلباتها بعقلانية إلا أنها كانت تكره تلك العقلانية .. تريدني منفذا فحسب .. لا تريد أن أتناقش معها حول ما تريد .. لسان حالها يقول (يا تسوي اللي أبغاه وإلا لا تناقش) ..
كانت سريعة الغضب .. بطيئة الرضى .. تكره الاعتذار .. وتعده ذلا وهوانا مهما كان الطرف الآخر
كانت تلك التصرفات منها تتسبب بكرهي لها شيئا فشيئا .. حذرتها من هذا الأمر خصوصا .. وذلك منذ أن خشيت من حدوثه .. كانت تستبعد حدوث هذا الأمر .. كانت تظن أن الحب لا يمكن أن يزول مهما كانت الظروف .. مر على زواجي أشهر .. كلما أردت إصلاح الأمر إذا به يسوء أكثر فأكثر .. لم أشعر أنني زوج مستقل بحياتي الخاصة .. لم أشعر أنه ثمة أحد يقدر قيمتي الحقيقية كزوج .. في الوقت الذي لا زلت فيه أقدم لها حقوقها .. من نفقة ورعاية وحب ورومناسية .. لم يكن ينقصها شيء في نظر العقلاء .. إلا أنها كانت نتظر إلى ما أقدمه أنه لا شيء
بدأت أكرهها شيئا فشيئا .. وهي على عكس ذلك .. كان حبها لي يزداد شيئا فشيئا .. حتى لم يبق في قلبي تجاهها أي حب .. وبمعنى آخر .. كرهتها .. لم أعد أطيق البقاء معها .. انتهت كل محاولاتي لأصلاح الأمر .. فلم تكن تزيد الأمر ألا صعوبة
بعد كثير من المشاكل .. والنقاشات .. والأخذ والرد .. والصبر والأمل .. عزمت على الطلاق .. قررت ذلك بعد ما استخرت ربي كثيرا .. واستشارة من أثق به .. بعدما رأيت أن لا سبب يدعوني للبقاء معها .. فلم تحمل مني ولله الحمد .. ولم تقم معي صرح الزوجية بحق .. ولم تتسبب في محبتي لها ..
صارحتها بنيتي .. فأحست بالذنب .. وندمت أشد الندم .. واعترفت بخطئها بينها وبين نفسها -فيما أظن- أقفلت موضوع الطلاق بعد فترة نقاهة .. وعزمت أنا شخصيا على الرجوع عل الأمر يتحسن وترجع محبتي ومشاعري بعد أن تصحح أخطاءها .. بعد أن تناسيت كل ما سبب ذلك الكره .. مستذكرا كل أمر حسن كنت أجده فيها .. في محاولة لإبراز المحاسن وإخفاء المساوئ لإعادة الحب
أعدتها للبيت .. قامت مشكورة بتعديل بعض أخطائها .. وبقي منها الكثير .. بقي منها ما كان سببا في كرهي لها .. تلك الأمور التي تتعلق بالأخلاق والتعامل .. بالمودة والرحمة .. لم أصبر مدة طويلة حتى تصحح باقي أخطائها والتي من الصعب تصحيحها لأنها متعلقة بشخصيتها وطبيعة حياتها .. لم أعد أطيق بقاءا معها .. فات الأوان .. أصبحت أكرهها بشدة .. أكره النظر إليها .. أكره بقاءها عندي .. كرهتها بحق .. ولذلك عزمت على الطلاق من جديد .. فطلقتها بالفعل .. طلقتها وبدأت أحس بالراحة من دونها .. طلقتها بعد اتفاق بيني وبينها وأهلها على هذا الحل النهائي .. لم أحاول قط إهانتها بهذا الطلاق .. لا هي ولا أهلها .. ذهبت لوالدها وقبلت رأسه وشكرته على ثقته الكبيرة بي واعتذرت له بأنني بذلت كل ما أستطيع .. فلم يجد جوابا .. كان مسلّما بالأمر .. كان يعرف أن ابنته مخطئه .. كان يعرف أنه لم يقم بتربية ابنته على أن تكون زوجة يوما من الأيام .. كان مكتفيها بتربيتها على طاعة ربها لنفسها فقط .. وهذا خطأ فادح .. سيأتي الحديث عنه بإذن الله
اعتذرت لها عن أخطائي .. أنهيت تلك الحياة الزوجية بهدوء واتفاق بيننا .. مع أن ما وجدته منها لا يستحق كل هذا الاحترام .. لكنني لا أريد أن أبقي لأحد معي ذكريات سيئة .. يكفي أنني طلقتها
~.~.~.~.~.~.~
هذه قصتي .. وإليكم نتائجها .. نقاط سريعة أوضح فيها مشاعري قبل وبعد الطلاق ..
* لم أندم على زواجي ولا طلاقي .. لأنني استخرت ربي كثيرا قبل الزواج وقبل الطلاق .. فأنا أثق بربي ثقة عمياء ولله الحمد .. وأنا على يقين أن ما مر بي من ظروف هو خير حال يمكن أن أمر به
* لم أستعجل بالطلاق .. بل أخذ مني وقتا طويلا حتى تيقنت من نفعه .. ولذلك فأنا مرتاح نفسيا الآن بشكل أفضل مما توقعته .. ولكن يبقى في القلب شيء من حزن وهم
* لا أخفيكم .. أنني لا أزال أفكر في زوجتي السابقة .. وبشكل يومي .. وهذا أمر طبيعي .. وأدعوا لها دائما بأن توفق لحياة أسعد
* كانت زوجتي في السابق تعطينني أحساسا بأنها غير محتاجة لي .. وأن لها أهلا يرعونها حتى لو طلقتها .. وهذا من أسباب عدم انجذابي لها مرة أخرى
* مع كل ما حدث .. رأيت من زوجتي إصرارا عجيبا على العودة .. مع أنها لا تتفوه بكلمات اشتياق ولا تحاول أشعاري بالحاجة لي .. إلا أنها رغبت بالعودة .. ولما صعب الأمر صرحت لي بحبها .. ورأيت ذلك في تصرفاتها العفوية التي لم تستطع السيطرة عليها .. ولم تستطتع كتمانها .. كانت تحبني بجنون .. لأنني فعلت لها كل ما يمكن أن يجعلها محبة لي .. لكنني كنت أكرهها بشدة لأنها فعلت لي ما جعلني أكرهها لهذا الحد
* كنت أعاني مع زوجتي من صفة ذميمة .. كانت سببا رئيسيا في الطلاق .. فقد كانت تتصف بالكبرياء والتعالي .. وأنا لا أطيق هذه الصفة أبدا .. فأنا ولله الحمد متواضع بطبعي وأميل لأهل التواضع بشدة
* منذ أن صارحت زوجتي بأمر الطلاق .. وحتى ما بعد الطلاق بشهر تقريبا .. وأنا أعيش في وضع نفسي سيء .. حتى أنني حاولت التخلص من كل ما يذكرني بها .. فتخصلت من البعض ولم أستطع التخلص من غيره .. على أمل أن يزول قريبا .. ففي الحقيقة لا أريد أن تبقى لها معي ذكريات .. فأنا أتطلع لمستقبل أفضل
* كان هذا الزواج درسا مهما في حياتي .. كان تجربة فريدة .. تعلمت فيها الكثير مما لم يخطر على البال .. وبدأت الآن في البحث عن زوجة أخرى .. أبحث بطريقة مختلفة عن السابق .. بطريقة أكثر عقلانية وانضباطا .. حددت فيها ما أريد بالضبط .. فإن لم أجد الآن فلا داعي للزواج من زوجة لا تصلح لي .. فلا أريد تكرار تلك التجربة ..
* يخطئ كثير من الأباء في حصر تربية أبناءهم على أن يقيموا الصلاة في وقتها وأن لا يقترفوا المعاصي .. بل لابد من كل هذا أن يربوهم على أنهم جزء من المجتمع .. يريد منهم المجتمع أن يكونوا إيجابيين .. أن يكونوا نواة حسنة فيه .. ويجب عليهم أن يربوا الذكور على الاعتماد على النفس وزرع الثقة ومواجهة الحياة وتحمل المسؤوليات .. وأن يربوا البنات على أن تكون في يوم من الأيام زوجة وأما .. أن تكون راعية لبيتها بنفسها .. أن لا تفكر بخادمة دون الحاجة الماسة لها .. فلا بد أن تكون امرأة كما يقال (قرمة)
* على كل شاب يبحث عن زوجة .. أن يحدد طلباته بدقة .. وأن يرتبها حسب الأولولية .. وأن يكون جادا فيها يريد .. فلا يتنازل عن أمر يراه ضروريا متحتما .. فإن كان يريدها بيضا ويرى هذا الأمر ضرورة ملحة .. فعليه أن لا يتنازل عنه .. وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة .. فليس من الصواب التنازل عن أمر ضرورية بحجة عدم الرغبة في الانتظار .. فقد يكون ذلك الأمر مما يسبب الطلاق لاحقا
* من المهم أن يسأل الخاطب أو المخطوبة عن الطرف الآخر أولا .. لا عن أهله ولا عن أصحابه .. فإن ارتاح له فيسأل عن أهله وأصحابه .. فقد يكون ذلك الشخص في بيئة رائعة ولكن خبيث النفس والطباع
~.~.~.~.~.~.~
أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقني للزوجة الصالحة التي أريد .. وأن يوفقها للزوج الصالح الذي تريد .. وأن يوفق كل منا لطريق سعادته الحقيقية .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
منقوووووووووووووول
بسم الله الرحمن الرحيم
أخوكم .. شاب في الخامسة والعشرين من العمر ..
مذ كان عمري في الحادية والعشرين .. والفتاة تلو الفتاة تعرض علي للزواج
إما أن يعرضها أب .. أو أخ .. أو قريب
لذا .. فأنا شاب مرغوب به ولله الحمد
لا أقول هذا الكلام استعراضا .. ولكن لكي تقدروا حالتي النفسية أثناء قراءتكم لقصتي
لم أكن أرغب بالزواج من أي فتاة من تلك الفتيات التي عرضت علي .. لم أجد الرغبة فيهن في الحقيقية .. وأحيانا لا أرغب في الزواج من تلك العائلة مثلا
وجدت لي والدتي فتاة تصغرني بأربع سنوات .. ذات خلق ودين وجمال وعائلة طيبة .. خطبتها .. وأعجبوا بي .. وطلبوا مني مهلة للتفكير .. ثم صدمت في النهاية بالرفض لسبب تافه جدا .. كان يتعلق بالمال والدخل الشهري .. مع أن دخلي الشهري ذلك الوقت يتجاوز 7000 ريال ولله الحمد .. ولكن كانت نظرة تلك الفتاة للمال أكثر من 7000 ريال .. فحمدت الله أن لم يتم الزواج منها
ثم عرضت علي فتاة أخرى .. سألت عنها فأثني عليها .. تنازلت عن بعض شروطي الثانوية لأنني أعجبت بالفتاة من جوانب أخرى
تزوجت .. وبدأت الأمور تتكشف أكثر فأكثر
كانت الفتاة ذات دين .. عائلتها رائعة .. أحببتها من كل قلبي .. بذلت لها كل ما يبذله المحب لمحبوبته .. حتى أنني جعلتها تحبني وتعشقني بشدة بسبب معاملتي لها .. وخدمتي لأهلها
لكن .. كانت تصرفاتها مغايرة تماما لما كنت أتوقع
لم تكن تحب الخدمة والقيام بشؤون البيت .. لم تكن تقدم لي ذلك الاحترام الذي يجب أن يجده الزوج من زوجته .. لم تكن قيمتي عندها تعادل نصف قيمة أهلها (بداية من الأب والأم وانتهاءا بأصغر إخوتها) كانت تقدم ما يريده أهلها على ما أريده .. كانت تشعر أنني كلما طلبت منها طلبا أنني أهينها وأعتبرها خادمة عندي .. كانت تريد القيام بأمور لأجلي دون أن أطلب منها ذلك .. تكره طلباتي .. بينما تكثر طلباتها الخاصة بها أو بأهلها كي أنفذها أنا .. دون رفض مني غالبا
قد يظن البعض أنني كنت لا أرد لها طلبا .. بمعنى أخرى (مدلعها) لم أكن كذلك .. كنت أنفذ لها طلباتها بعقلانية إلا أنها كانت تكره تلك العقلانية .. تريدني منفذا فحسب .. لا تريد أن أتناقش معها حول ما تريد .. لسان حالها يقول (يا تسوي اللي أبغاه وإلا لا تناقش) ..
كانت سريعة الغضب .. بطيئة الرضى .. تكره الاعتذار .. وتعده ذلا وهوانا مهما كان الطرف الآخر
كانت تلك التصرفات منها تتسبب بكرهي لها شيئا فشيئا .. حذرتها من هذا الأمر خصوصا .. وذلك منذ أن خشيت من حدوثه .. كانت تستبعد حدوث هذا الأمر .. كانت تظن أن الحب لا يمكن أن يزول مهما كانت الظروف .. مر على زواجي أشهر .. كلما أردت إصلاح الأمر إذا به يسوء أكثر فأكثر .. لم أشعر أنني زوج مستقل بحياتي الخاصة .. لم أشعر أنه ثمة أحد يقدر قيمتي الحقيقية كزوج .. في الوقت الذي لا زلت فيه أقدم لها حقوقها .. من نفقة ورعاية وحب ورومناسية .. لم يكن ينقصها شيء في نظر العقلاء .. إلا أنها كانت نتظر إلى ما أقدمه أنه لا شيء
بدأت أكرهها شيئا فشيئا .. وهي على عكس ذلك .. كان حبها لي يزداد شيئا فشيئا .. حتى لم يبق في قلبي تجاهها أي حب .. وبمعنى آخر .. كرهتها .. لم أعد أطيق البقاء معها .. انتهت كل محاولاتي لأصلاح الأمر .. فلم تكن تزيد الأمر ألا صعوبة
بعد كثير من المشاكل .. والنقاشات .. والأخذ والرد .. والصبر والأمل .. عزمت على الطلاق .. قررت ذلك بعد ما استخرت ربي كثيرا .. واستشارة من أثق به .. بعدما رأيت أن لا سبب يدعوني للبقاء معها .. فلم تحمل مني ولله الحمد .. ولم تقم معي صرح الزوجية بحق .. ولم تتسبب في محبتي لها ..
صارحتها بنيتي .. فأحست بالذنب .. وندمت أشد الندم .. واعترفت بخطئها بينها وبين نفسها -فيما أظن- أقفلت موضوع الطلاق بعد فترة نقاهة .. وعزمت أنا شخصيا على الرجوع عل الأمر يتحسن وترجع محبتي ومشاعري بعد أن تصحح أخطاءها .. بعد أن تناسيت كل ما سبب ذلك الكره .. مستذكرا كل أمر حسن كنت أجده فيها .. في محاولة لإبراز المحاسن وإخفاء المساوئ لإعادة الحب
أعدتها للبيت .. قامت مشكورة بتعديل بعض أخطائها .. وبقي منها الكثير .. بقي منها ما كان سببا في كرهي لها .. تلك الأمور التي تتعلق بالأخلاق والتعامل .. بالمودة والرحمة .. لم أصبر مدة طويلة حتى تصحح باقي أخطائها والتي من الصعب تصحيحها لأنها متعلقة بشخصيتها وطبيعة حياتها .. لم أعد أطيق بقاءا معها .. فات الأوان .. أصبحت أكرهها بشدة .. أكره النظر إليها .. أكره بقاءها عندي .. كرهتها بحق .. ولذلك عزمت على الطلاق من جديد .. فطلقتها بالفعل .. طلقتها وبدأت أحس بالراحة من دونها .. طلقتها بعد اتفاق بيني وبينها وأهلها على هذا الحل النهائي .. لم أحاول قط إهانتها بهذا الطلاق .. لا هي ولا أهلها .. ذهبت لوالدها وقبلت رأسه وشكرته على ثقته الكبيرة بي واعتذرت له بأنني بذلت كل ما أستطيع .. فلم يجد جوابا .. كان مسلّما بالأمر .. كان يعرف أن ابنته مخطئه .. كان يعرف أنه لم يقم بتربية ابنته على أن تكون زوجة يوما من الأيام .. كان مكتفيها بتربيتها على طاعة ربها لنفسها فقط .. وهذا خطأ فادح .. سيأتي الحديث عنه بإذن الله
اعتذرت لها عن أخطائي .. أنهيت تلك الحياة الزوجية بهدوء واتفاق بيننا .. مع أن ما وجدته منها لا يستحق كل هذا الاحترام .. لكنني لا أريد أن أبقي لأحد معي ذكريات سيئة .. يكفي أنني طلقتها
~.~.~.~.~.~.~
هذه قصتي .. وإليكم نتائجها .. نقاط سريعة أوضح فيها مشاعري قبل وبعد الطلاق ..
* لم أندم على زواجي ولا طلاقي .. لأنني استخرت ربي كثيرا قبل الزواج وقبل الطلاق .. فأنا أثق بربي ثقة عمياء ولله الحمد .. وأنا على يقين أن ما مر بي من ظروف هو خير حال يمكن أن أمر به
* لم أستعجل بالطلاق .. بل أخذ مني وقتا طويلا حتى تيقنت من نفعه .. ولذلك فأنا مرتاح نفسيا الآن بشكل أفضل مما توقعته .. ولكن يبقى في القلب شيء من حزن وهم
* لا أخفيكم .. أنني لا أزال أفكر في زوجتي السابقة .. وبشكل يومي .. وهذا أمر طبيعي .. وأدعوا لها دائما بأن توفق لحياة أسعد
* كانت زوجتي في السابق تعطينني أحساسا بأنها غير محتاجة لي .. وأن لها أهلا يرعونها حتى لو طلقتها .. وهذا من أسباب عدم انجذابي لها مرة أخرى
* مع كل ما حدث .. رأيت من زوجتي إصرارا عجيبا على العودة .. مع أنها لا تتفوه بكلمات اشتياق ولا تحاول أشعاري بالحاجة لي .. إلا أنها رغبت بالعودة .. ولما صعب الأمر صرحت لي بحبها .. ورأيت ذلك في تصرفاتها العفوية التي لم تستطع السيطرة عليها .. ولم تستطتع كتمانها .. كانت تحبني بجنون .. لأنني فعلت لها كل ما يمكن أن يجعلها محبة لي .. لكنني كنت أكرهها بشدة لأنها فعلت لي ما جعلني أكرهها لهذا الحد
* كنت أعاني مع زوجتي من صفة ذميمة .. كانت سببا رئيسيا في الطلاق .. فقد كانت تتصف بالكبرياء والتعالي .. وأنا لا أطيق هذه الصفة أبدا .. فأنا ولله الحمد متواضع بطبعي وأميل لأهل التواضع بشدة
* منذ أن صارحت زوجتي بأمر الطلاق .. وحتى ما بعد الطلاق بشهر تقريبا .. وأنا أعيش في وضع نفسي سيء .. حتى أنني حاولت التخلص من كل ما يذكرني بها .. فتخصلت من البعض ولم أستطع التخلص من غيره .. على أمل أن يزول قريبا .. ففي الحقيقة لا أريد أن تبقى لها معي ذكريات .. فأنا أتطلع لمستقبل أفضل
* كان هذا الزواج درسا مهما في حياتي .. كان تجربة فريدة .. تعلمت فيها الكثير مما لم يخطر على البال .. وبدأت الآن في البحث عن زوجة أخرى .. أبحث بطريقة مختلفة عن السابق .. بطريقة أكثر عقلانية وانضباطا .. حددت فيها ما أريد بالضبط .. فإن لم أجد الآن فلا داعي للزواج من زوجة لا تصلح لي .. فلا أريد تكرار تلك التجربة ..
* يخطئ كثير من الأباء في حصر تربية أبناءهم على أن يقيموا الصلاة في وقتها وأن لا يقترفوا المعاصي .. بل لابد من كل هذا أن يربوهم على أنهم جزء من المجتمع .. يريد منهم المجتمع أن يكونوا إيجابيين .. أن يكونوا نواة حسنة فيه .. ويجب عليهم أن يربوا الذكور على الاعتماد على النفس وزرع الثقة ومواجهة الحياة وتحمل المسؤوليات .. وأن يربوا البنات على أن تكون في يوم من الأيام زوجة وأما .. أن تكون راعية لبيتها بنفسها .. أن لا تفكر بخادمة دون الحاجة الماسة لها .. فلا بد أن تكون امرأة كما يقال (قرمة)
* على كل شاب يبحث عن زوجة .. أن يحدد طلباته بدقة .. وأن يرتبها حسب الأولولية .. وأن يكون جادا فيها يريد .. فلا يتنازل عن أمر يراه ضروريا متحتما .. فإن كان يريدها بيضا ويرى هذا الأمر ضرورة ملحة .. فعليه أن لا يتنازل عنه .. وكذلك الأمر بالنسبة للفتاة .. فليس من الصواب التنازل عن أمر ضرورية بحجة عدم الرغبة في الانتظار .. فقد يكون ذلك الأمر مما يسبب الطلاق لاحقا
* من المهم أن يسأل الخاطب أو المخطوبة عن الطرف الآخر أولا .. لا عن أهله ولا عن أصحابه .. فإن ارتاح له فيسأل عن أهله وأصحابه .. فقد يكون ذلك الشخص في بيئة رائعة ولكن خبيث النفس والطباع
~.~.~.~.~.~.~
أسأل الله بمنه وكرمه أن يوفقني للزوجة الصالحة التي أريد .. وأن يوفقها للزوج الصالح الذي تريد .. وأن يوفق كل منا لطريق سعادته الحقيقية .. إنه ولي ذلك والقادر عليه.
منقوووووووووووووول